JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Accueil

عمر ومريم


 


عمر شاب طموح من أسرة متواضعة في إحدى القرى الريفية. كان معروفًا في قريته بحسن أخلاقه واجتهاده. رغم الصعوبات الاقتصادية، استطاع عمر إكمال دراسته الجامعية بعد أن عمل في وظائف بسيطة لتمويل تعليمه. كان حلمه أن يصبح طبيبًا ويعود إلى قريته ليخدم أهلها.

 

خلال سنوات دراسته، تعرّف عمر على مريم، فتاة جميلة وذكية كانت تدرس معه في الجامعة. سرعان ما تحولت صداقتهما إلى حب عميق، وأصبحا لا يفترقان. كانت مريم تشارك عمر نفس الأحلام والطموحات، وكانا يخططان للزواج بعد التخرج.



 

تخرج عمر من الجامعة بتفوق وحصل على منحة لدراسة الطب في الخارج. كان يعلم أن هذه الفرصة ستفتح له أبوابًا جديدة لتحقيق حلمه. لكن قرار السفر لم يكن سهلاً، إذ كان يعني أن يبتعد عن مريم لسنوات. ومع ذلك، دعمته مريم وقالت له: "اذهب وحقق حلمك، سأنتظرك مهما طال الزمن."

 

سافر عمر إلى الخارج، وكان يتواصل مع مريم بشكل منتظم. كانت رسائلها تشجعه وتمنحه القوة للاستمرار في طريقه الصعب. كان يعد الأيام حتى يعود إلى الوطن ليبدأ حياة جديدة مع حبيبته.

 

بعد سنوات من الدراسة، عاد عمر إلى قريته كطبيب متخصص. لكن عند عودته، تلقى أخبارًا مؤلمة. علم أن مريم أصيبت بمرض عضال أثناء غيابه. كانت قد حاولت إخفاء الأمر عنه حتى لا تثقل عليه وهو بعيد، لكنها لم تتمكن من مقاومة المرض طويلًا.

 

سارع عمر إلى زيارة مريم في المستشفى. عندما رآها، كانت ضعيفة وهزيلة، لكن عيناها كانتا مليئتين بالحب والاشتياق. حاول عمر استخدام كل ما تعلمه في الطب لعلاجها، لكن المرض كان قد تقدم كثيرًا ولم يكن هناك ما يمكن فعله.

 

قضى عمر أيامه بجانب مريم في المستشفى، محاولاً التخفيف عنها بكل طريقة ممكنة. رغم الألم والمعاناة، كانت مريم تبتسم له وتقول: "أنا سعيدة لأنك حققت حلمك." لكن قلب عمر كان يمزقه الحزن، لأنه كان يشعر بالعجز أمام فقدان الشخص الذي أحبه أكثر من أي شيء.

 


بعد أسابيع قليلة، توفيت مريم بين ذراعي عمر. كانت لحظة فقدانها أسوأ ما مر به في حياته. شعر وكأن جزءًا من روحه قد رحل معها. ظل عمر يعيش في قريته، يعمل كطبيب ويساعد الناس، لكنه لم يتزوج أبدًا. كان دائمًا يتذكر مريم وحبها، ويعيش على ذكراها.

 

كلما كان عمر يعالج مريضًا، كان يتذكر مريم وكيف لم يستطع إنقاذها. كان يقول لنفسه إنه سيكرس حياته لمساعدة الآخرين، عسى أن يخفف من ألم فقدانها. ورغم النجاح الذي حققه في حياته المهنية، إلا أن قلبه ظل يحمل جرحًا عميقًا لا يندمل.

 

---

 

**العبرة:**

 

هذه القصة تعكس مأساة الفقدان وكيف يمكن أن يغير الحب حياة الإنسان. رغم أن عمر حقق حلمه، إلا أن فقدان مريم ترك في قلبه حزنًا لا يمحى. القصة تظهر كيف يمكن أن تكون الحياة قاسية أحيانًا، وكيف يمكن أن يعيش الإنسان على ذكريات الأشخاص الذين أحبهم وفقدهم.

 

NomE-mailMessage