ذات مرة، خرجت امرأة من منزلها لتجد أمام الباب ثلاثة رجال مسنين ذو لحى بيضاء وملابس بيضاء، ووجوههم تعكس الطيبة والبركة. عندما سألتهم عن سبب وجودهم، أخبروها أنهم عابرو سبيل ويحتاجون إلى دخول منزلها. دعتهم المرأة للدخول ورحبت بهم، لكنهم طلبوا شيئًا غريبًا: قالوا إنها يجب أن تختار واحدًا فقط من بينهم للدخول، بينما سيظل الآخران في الخارج.
تفاجأت المرأة من هذا الطلب، فقال لها أحدهم: "اذهبي وسألي أفراد عائلتك. أخبريهم أن هناك ثلاثة رجال يقفون عند الباب. الأول يدعي الثروة، الثاني يدعي النجاح، والثالث يدعي المحبة. يجب أن يختاروا واحدًا فقط ليدخل إلى المنزل."
عادت المرأة إلى منزلها وأخبرت زوجها بما قاله الرجال. اقترح الزوج أن يدعوا النجاح، معتقدًا أنه سيحقق له التفوق في عمله وتجارته. لكن المرأة فكرت وقالت، "لماذا لا ندعو الثروة بدلاً من ذلك، فبه يمكننا الحصول على الكثير من المال دون عناء."
سمعت ابنتهما النقاش، وقالت: "يا والديّ، كل هذه الأمور زائلة. لنختر المحبة، فهي التي تجعلنا نعيش في سعادة وتراحم."
وافق الوالدان على رأي ابنتهما ودعوا المحبة لدخول منزلهم. وعندئذ، فوجئت المرأة بأن الثلاثة دخلوا جميعهم. فسأل الزوج الرجال، "لماذا دخلتم جميعًا؟ ألم تخبروا زوجتي أن واحدًا فقط هو من سيدخل؟"
أجابوا: "نعم، إذا كنتم قد اخترتم الثروة، لكان واحد فقط منا دخل بينما بقي الآخران في الخارج. وإذا اخترتم النجاح، لكان واحد فقط منا دخل، وبقي الآخران في الخارج. ولكنكم اخترتم المحبة، ونحن لا نتركها أبدًا. أينما تذهب، نذهب معها."
نعم، إخوتي الكرام، الثروة زائلة والنجاح قيمة ولكنه لا قيمة له بدون المحبة. المحبة هي التي تجمعنا وتجعل حياتنا مليئة بالسعادة والتراحم.