JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

قصة "ندى وأحمد"





في إحدى المدن الصغيرة، كانت تعيش فتاة جميلة تُدعى ندى. كانت ندى معروفة بجمالها وطيبتها بين جميع سكان المدينة. كانت تعمل في مكتبة صغيرة، حيث تجد solace بين الكتب والروايات. كان حلمها أن تجد شخصًا يشاركها حبها للقراءة وأن تبني معه حياة مليئة بالحب والدفء.

في يوم من الأيام، دخل شاب يُدعى أحمد إلى المكتبة. كان أحمد مهندسًا يعمل في مشروع بناء كبير في المدينة. لفتت ندى انتباهه منذ اللحظة الأولى، فقد كانت تمثل كل ما كان يحلم به في شريكة حياته. كان ذكيًا، متحدثًا لبقًا، وذو شخصية قوية. تبادل الاثنان أطراف الحديث، وسرعان ما تطورت علاقتهما إلى شيء أعمق من مجرد صداقة.


مع مرور الوقت، أصبحت ندى وأحمد لا يفترقان. كانا يقضيان الساعات في الحديث عن الكتب والأحلام والمستقبل. كانت ندى تشعر أنها وجدت أخيرًا الشخص الذي يمكنها أن تثق به وتبني معه حياتها. وبالمثل، شعر أحمد بأن ندى هي الفتاة التي يريد أن يقضي معها بقية حياته.



بعد عدة أشهر من التعارف، قرر أحمد أن يطلب يد ندى للزواج. كانت سعادتها لا توصف، فقد كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. خطط الاثنان لحفل زفاف بسيط بين الأصدقاء والعائلة، وبدأوا يخططون لمستقبلهم معًا.


لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا. قبل موعد الزفاف بأسابيع قليلة، بدأ أحمد يتصرف بشكل غريب. أصبح يتجنب ندى، ولم يعد يتحدث معها كما كان من قبل. حاولت ندى معرفة السبب، لكنه كان يتهرب من الإجابة.


أخيرًا، اعترف أحمد لندى بأنه لم يعد متأكدًا من مشاعره. أخبرها أنه يشعر بالارتباك ولا يعرف إن كان جاهزًا للزواج. كانت هذه الكلمات كالصاعقة على قلب ندى. كيف يمكن للشخص الذي أحبته بكل جوارحها والذي خططت لحياتها معه أن يتراجع بهذه البساطة؟ شعرت وكأن كل أحلامها قد تحطمت أمام عينيها.


حاولت ندى التحدث مع أحمد وإقناعه بأنهما يمكنهما تجاوز هذا الخوف معًا، لكنه كان قد اتخذ قراره. أخبرها أنه بحاجة إلى وقت ليكتشف ما يريده حقًا، وأنه لا يمكنه الاستمرار في هذه العلاقة في الوقت الحالي.


تركت هذه الكلمات جرحًا عميقًا في قلب ندى. شعرت بخيبة أمل وحزن لا يوصف. لم يكن الألم ناتجًا عن الفراق فقط، بل عن الشعور بأنها لم تكن كافية بالنسبة للشخص الذي أحبته بصدق. كانت تعود كل يوم إلى المكتبة، تحاول الانغماس في الكتب لنسيان ألمها، لكن الذكريات كانت تلاحقها في كل مكان.


مرت الشهور، وبدأت ندى تحاول إعادة بناء حياتها. كانت تحاول التركيز على عملها والاهتمام بنفسها، لكن الجرح الذي خلفه أحمد في قلبها لم يلتئم. كلما رأت زوجين سعيدين أو سمعت أغنية حب، كانت تعود إليها ذكريات علاقتها بأحمد.


وفي أحد الأيام، بعد حوالي عام من الفراق، عاد أحمد إلى المدينة. كان يحمل معه مشاعر الندم والرغبة في تصحيح أخطائه. حاول التواصل مع ندى، معترفًا بأنه كان مخطئًا في تركها وأنه أدرك الآن مدى أهميتها في حياته. كان يأمل أن تتمكن من مسامحته وأن يبدأا من جديد.



لكن ندى، رغم الحب الذي كان لا يزال يسكن قلبها، أدركت أنها لم تعد تستطيع الوثوق بأحمد. كان الجرح الذي تركه في قلبها عميقًا جدًا، وكانت تخشى أن تعيش نفس الألم مرة أخرى. رفضت محاولاته للعودة، قائلة له: "لقد أحببتك بصدق، لكنني تعلمت أن الحب لا يكفي إذا لم يكن مبنيًا على الثقة."



رحل أحمد من جديد، وعرفت ندى أنها قد اتخذت القرار الصحيح. رغم الألم والجرح الذي تركه أحمد في قلبها، أدركت أنها تستحق شخصًا يستطيع أن يحبها دون تردد، دون خوف. قررت أن تركز على نفسها وأن تستمر في حياتها، معتقدة أن الزمن كفيل بأن يداوي جراحها.


--- 


هذه القصة تعكس كيف يمكن أن يكون الحب مصدرًا للسعادة، ولكن أيضًا مصدرًا للألم عندما يتعرض للخيانة أو التردد. ندى تعلمت درسًا صعبًا عن الثقة والاعتماد على الذات، واكتشفت أن الجروح قد تشفى بمرور الوقت، لكنها تترك آثارًا تعلمنا من خلالها القوة والقدرة على المضي قدمًا.

NameE-MailNachricht